عندما قامت الأمبراطورية النمساوية بضم البوسنة و الهرسك ألى حوزتها بعد مؤتمر برلين في عام 1878 م , أخذت السلطات أنذاك تلتفت الى حاجات و أمور المسلمين فأقامت مسجدا للجيوش الأسلامية في شارع …ألزر… بمدينة فيينا بعدها تبرع القيصر فرانس يوسف الأول بمبلغ 25 ألف غولدن من أجل انشاء مسجد للمسلمين , و قد خصص محافظ فيينا في حينه أرضا ليقام عليها هذا المسجد . الا أن انحلال الأمبراطورية النمساوية في أعقاب الحرب العالمية الأولى كان قد أعاق تحقيق هذا المشروع , و كان قد أقيم في مدينة فيينا في تلك الفترة مصلى للمسلمين في دار السفارة التركية و أخر في دار أحد رجال الأعمال في شارع …بيتسلاندورفر …بفيينا أيضا .

بعدها بدأ عدد المسلمين في النمسا بالتصاعد حتى بلغ سبعين ألفا , و كانت الصلاة و لا زالت تقام للطلاب و غيرهم من المسلمين في احدى قاعات المعهد الأفرو أسيوي و في جمعية الخدمات الاجتماعية الأسلامية .

و في التاسع و العشرين من شباط (فبراير)عام 1968 م تم وضع حجر الأساس للمركز الأسلامي في فيينا بحضور وزير الخارجية النمساوي انذاك د. كورت فالدهايم, و أسقف فيينا في ذلك الحين د. فرانس كونيج و عدد كبير من سفراء الدول الأسلامية بالنمسا.

و قد أفتتح المركز الأسلامي في فيينا في عام 1979 م ,ليقوم بخدمة الأعداد المتزايدة من أبناء الجالية الأسلامية في النمسا , التي يربو عددها على ثلث المليون مسلم من أصل نحو سبعة ملايين نسمة يسكنون النمسا .

و تتزايد أعداد المساجد و المصليات في هذا البلد الذي يقع في قلب القارة الأوربية بصورة مطردة ,حيث تحتوي العاصمة فيينا وحدها على قرابة 40 مسجدا,و قلما تخل مدينة  في النمسا من المساجد التي يقترب عددها من الثمانين على كامل الأراضي النمساوية .

و يتمتع المسلمون في النمسا بكافة الحقوق و الأمتيازات التي يتمتع بها غيرهم من أبناء الأديان الأخرى و ذلك بموجب القوانين الخاصة التي منحت الاعتراف بالدين الاسلامي الحنيف كدين رسمي في الدولة ولكي يصبح في المرتبة الثانية انتشارا بعد الكاثوليكية حسب الاحصاءات الرسمية .

فليس أمام القانون تمييز بين المواطنين أو المقيمين تبعا للعقيدة الدينية , و هناك عدد من المسلمين النمساويين يشغلون مناصب حكومية مرموقة و يؤدون واجبهم في خدمة وطنهم كأي نمساوي أخر.